فراسة أهل الصحراء واستدلالهم بالنجوم والمواقع

سجلوها شعراً يتناقله الأحفاد



* رفحاء - منيف خضير:
قال تعالى: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}، النجوم والعلامات الأرضية والسماوية كانت أبرز ما يعتمد عليه الساري في صحراء التيه بعد الله، في هذا التقرير ذكر أحد كبار السن هذه العلامات التي اعتمد عليها البدوي في معرفة أماكن الماء والكلأ في صحراء شمال المملكة..
1- النجوم: أشهرها الجدي: وهو نجم ثابت باتجاه الشمال، يقتدي به الساري لشهرته.
الثريا: نجم يخرج قبل الجوزاء ويكون وقت خروجه في نهاية فصل الصيف.
قال الشاعر الخلاوي:
ياطلعت الثريا ثم وايقت
لا رجا صيف إلا صيف داير
(أي أن الصيف قد ولّى ولا رجعة له إلا في دورته السنوية القادمة).
الجوزاء: يطلع في نهاية الصيف وقت (القيظ) بعد 25 يوما.
سهيل: وهو علامة لدخول الوسم قالوا فيه: (لا طلع سهيل لا تامن السيل).
2- القمر: يستدلون به في تحديد الاوقات والازمان وهو بمثابة الساعة في وقتنا الحاضر، ويستدلون به في السير أيضاً.
3- نجمة الصبح: علامة على دخول الفجر، ويستدلون بها ايضا في السير، وكان البدوي يمسك بطلوعها وقت الصيام وتغزل بها الشعراء باعتبارها شاهدا على سهرهم قال احدهم:
يانجمة الصبح ياللي
سروا عليك النشامي
4- نجمة الشعرى: نجمة تومض بشدة، ووقت طلوعها في اشتداد البرد (الشتاء) قال عنها الشاعر الخلاوي:
يا شبت الشعرى مع العصر نارها
يجيك جل الذود للبيت يهرعي
(أي تتجه الإبل الى المنازل بحثا عن الدفء).
أما في النهار فتبدو الأمور أكثر سهولة ولا حاجة الى الاستدلال إلا بالاماكن المشاهدة وان كانت الشمس تعد أكبر دليل لهم.
أما أهالي البادية الذين يسكنون صحراء النفود برمالها المتشابهة فيستدلون بما يلي:
1- البنايا: وهي ابراج تبنى من أخشاب شجر الارطي، يضعها البدوي ليستدل بها.
2- القعر: وجمعها عندهم (قعورة)، وهي حفرة تتجه دائما إلى الشرق ويعلوها الكثيب الرملي.
3- الحجاج: أعلى القعر ورأسه، يقول البدوي واصفا: (أمشوا مع الحجاج حتى تتعدى ثلاثة قعورة). وهكذا.
4- الصفيح: مقابل القعر وهي الارض السهلة والمنبسطة التي يفضي اليها القعر.
5- القطاط: أسفل القعر ويجمعونها على اقطة، والقطاط (محير الماء) لذلك ينبت العشب ويوصف لمن يبحث عن العشب فقط.
ومما يروى عن حديث اهالي البادية قولهم: (سمعت دنين النجر وهو على مسافة سبع صفيحات، فلما قاسها بعضهم وجدها سبعا فعلاً).
أما ارض الحجرة والتي تكون غالبيتها من الحجارة فيستدلون على ما يلي:
1- الرجم: ويجمعونه على رجوم وأرجام وهو عبارة عن حجر يوضع فوق بعضه حتى يصير بارزاً، والرجم لا يكون الا عند الفياض في اعلى مكان فيها.
قال الشاعر السديري:
يقول من عدى على راس
عالي (رجم) طويل يدهله كل قرناس
2- الأودية والشعاب: من اشهرها في الشمال وادي عرعر واهلالي وألخر...
3- المقور: وهي تشبه الآبار وتختلف عنها في ضيق فوهتها وتشعبها وأشهرها مقور الرعون.
4- الآبار: وهي معروفة وتكون غالبا مملوكة مثل (الحزول والهبكة ولوقة)، ومن أشهرها في النفود (الحفر وأم جنيح والأطوى والحيانية).
5- الخر: وهو أصغر من الشعيب ومن أشهرها في الشمال خر مسعود وخر جدلاء والرمثي.
6- الفيضة: وهي الروضة الخضراء ومن أشهرها فيضة النعام في الحزول وصفيه وزهوة (نعيجان)، والسليمانية.
7- الكهوف والخلايق: ومن أشهرها كهوف الهبكة.
8- القور: وهي جمع قارة والقارة هي التل الصغير ومن أشهرها قارة رفحاء.
9-الآثار والمنازل المعروفة: مثل موارد المياه لوقة والهبكة والهبيكة وزبالا ولينة والدويد، وآبار درب زبيدة..
وعن أشهر الرجال الذين تميزوا في الدلالة الشديدة في البر ويسمون الواحد دليلة نذكر منهم:
1- سالم بن صايل الجبل السلماني الشمري: وبرع في تحديد موقع هطول المطر بالنظر إلى السحاب والبرق، ويسكن سابقاً في الحزول (غرب لوقة). وعرف أيضاً بتحديد أماكن الطيور وأنواعها.
2- خزعل الجرذاني الشمري: ويضرب فيه المثل في الدلالة يقولون: (دلالة خزعل).
3- لهاب المعكلي الجرذاني الشمري: قال عنه أحد الشعراء:
المستوى والدليل (لهاب)
يقدي الراكب عن العيله
(يذكر عزم جماعته على المسير متخذين من لهاب دليلاً لهم يمنعهم عن الخطأ والضياع أثناء المسير).
4- غريب الشلاقي الشمري: ويقولون عنه جماعته: (رأس قطاة) وتميز بمعرفة مواقع المياه ويسمونها (مصامد المياه)، والقطاة أشهر طائر عند العرب يحدد مواقع المياه